فكر من جديد
أن تكون تنويريًا لا يعني أنك بلغت تمام العقل أو اكتسبت العصمة من الزلل، ولا يعني أنك محصَّن من تأثير البيئة التي نشأت فيها. بل التنوير هو تلك الرحلة الصادقة التي تخوضها بعقلك، حيث تسعى بكل ما أوتيت من وعي أن لا تكون ظلًّا لشخص، ولا صدى لصوت غيرك. أن تفكر بحرية، وتختار عن قناعة، وتؤمن بما توصلت إليه ذاتك لا ما فُرض عليك من خارجها. لكن لتكن حريتك رحيمة، تتوقف حيث تبدأ حرية الآخر، لا تتجاوزها ولا تهمشها.
وحين تفتح مصحفك، فلا تفتحه كعادة أو واجبٍ مألوف، بل افتحه كأنك تكتشفه للمرة الأولى. ألقِ عنك ما رسخ في ذهنك من أفكار مسبقة ومفاهيم موروثة، وتقدّم إلى النص بعقل يقظ وقلب متجرد. لا تقرأ الآيات متفرقة، بل اجمع أطراف الموضوع لتكتمل لديك رؤيته، واستعن بالقواميس لتقريب المعنى، لا لتقييد الفهم. وكن أنت السائل والمستبصر: ما الذي يريده الله مني في هذا النص؟ ما الرسالة التي يخاطب بها ضميري وعقلي وروحي؟
أما الروايات، فهي ليست من جوهر الوحي، ولا تشكل مصدرًا موازيًا للقرآن أو ملحقًا به، بل هي اجتهادات وأقوال، تتفاوت في صحتها ودلالاتها، شأنها كشأن ما أضافه أهل الكتاب إلى نصوصهم فشقّ عليهم السبيل.
افتح نوافذ العقل، ودع النور يتسلل إلى زوايا الوعي، فإن أول ما نزل من الوحي كان دعوة صريحة: "اقرأ".
الموقع الرسميتحرر من قيودك وابحث عن الحقيقة